kamal عضو متألق
عدد المساهمات : 157 العمر : 66 الدولة : المغرب عدد النقاط : 6175 علم الدولة : الهواية : المهنة : تاريخ التسجيل : 31/05/2009
| موضوع: حــبيب بن زيد - أسطــورة حـب و فـداء الأربعاء يناير 06, 2010 6:13 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
حــبيب بن زيد - أسطــورة حـب و فـداء في بيعة العقبةالثانية، والتي بايع الرسول صلى الله عليه وسلم فيها سبعون رجلا وسيدتان من أهلالمدينة،كان حبيب بن زيد وأبوه زيد بن عاصم رضي الله عنهما من السبعينالمباركين.. وكانت أمه نسيبة بنت كعب أولى السيدتان اللتين بايعتا رسول اللهصلى الله عليه وسلم.. أما السيدة الثانية فكانت خالته..!! هو اذنمؤمن عريق جرى الإيمان في أصلابه وترائيه.. ولقد عاش إلى جوار رسولالله صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة لا يتخلف عن غزوة، ولا يقعد عنواجب.. وذات يوم شهد جنوب الجزيرة العربية كذابينعاتيين يدّعيان النبوة ويسوقان الناس إلى الضلال..خرج أحدهما بصنعاء، وهوالأسود بن كعب العنسي..وخرج الثاني باليمامة، وهو مسيلمةالكذاب..وراح الكذابان يحرّضان الناس على المؤمنين الذين استجابوا لله،وللرسول في قبائلهما، ويحرّضان على مبعوثي رسول الله إلى تلك الديار..وأكثرمن هذا، راحا يشوّشان على النبوة نفسها، ويعيثان في الأرض فساداوضلالا.. وفوجئ الرسول يوما بمبعوث بعثه مسيلمةيحمل منه كتابا يقول فيه "من مسيلمة رسول الله، إلى محمد رسول الله.. سلام عليك.. أم بعد،فاني قد أشركت في الأمر معك، وان لنا نصف الأرض، ولقريش نصفها،ولكنّ قريشا قوم يعتدون"..!!ودعا رسول الله أحد أصحابه الكاتبين، وأملىعليه ردّه على مسيلمة: " بسم الله الرحمن الرحيم.. من محمد رسولالله، إلى مسيلمة الكذاب. السلام على من اتبع الهدى.. أما بعد، فانالأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين"..!! وجاءت كلماتالرسول هذه كفلق الصبح. ففضحت كذاب بني حنيفة الذي ظنّ النبوّة ملكا، فراح يطالببنصف الأرض ونصف العباد..! وحمل مبعوث مسيلمة رد الرسول عليه السلام إلىمسيلمة الذي ازداد ضلالا وإضلالا.. ومضى الكذبينشر افكه وبهتانه، وازداد أذاه للمؤمنين وتحريضه عليهم، فرأى الرسول أن يبعث إليهرسالة ينهاه فيها عن حماقاته..ووقع اختياره على حبيب بن زيد ليحمله الرسالةمسيلمة.. وسافر حبيب يغذّ الخطى، مغتبطا بالمهمة الجليلة التي ندبه إليهارسول الله صلى الله عليه وسلم ممنّيا نفسه بأن يهتدي إلى الحق، قلب مسيلمة فيذهبحبيب بعظيم الأجر والمثوبة.وبلغ المسافرغايته..وفضّ مسيلمة الكذاب الرسالة التي أغشاه نورها، فازداد إمعانا فيضلاله وغروره..ولما لم يكن مسيلمة أكثر من أفّاق دعيّ، فقد تحلى بكل صفاتالأفّاقين الأدعياء..!! وهكذا لم يكن معه من المروءة ولا من العروبةوالرجولة ما يردّه عن سفك دم رسول يحمل رسالة مكتوبة.. الأمر الذي كانت العربتحترمه وتقدّسه..!! وأراد قدر هذا الدين العظيم، الإسلام، أن يضيف إلى دروسالعظمة والبطولة التي يلقيها على البشرية بأسرها، درسا جديدا موضوعه هذه المرة،وأستاذه أيضا، حبيب بن زيد..!! جمعالكذاب مسيلمة قومه، وناداهم إلى يوم من أيامه المشهودة.. وجيء بمبعوث رسولالله صلى الله عليه وسلم، حبيب بن زيد، يحمل آثار تعذيب شديد أنزله به المجرمون،مؤملين أن يسلبوا شجاعة روحه،فيبدو أمام الجميع متخاذلا مستسلما، مسارعاإلى الإيمان بمسيلمة حين يدعى إلى هذا الإيمان أمام الناس.. وبهذا يحققالكذاب الفاشل معجزة موهومة أمام المخدوعين به.. قالمسيلمة لـ حبيب:" أتشهد أن محمدا رسول الله..؟وقال حيب:نعمأشهد أن محمدا رسول الله. وكست صفرة الخزي وجه مسيلمة وعاديسألأ: وتشهد أني رسول الله..؟؟وأجاب حبيب في سخريةقاتلة:اني لا أسمع شيئا..!! وتحوّلت صفرة الخزي على وجه مسيلمةإلى سواد حاقد مخبول.. لقد فشلت خطته، ولم يجده تعذيبه، وتلقى أمامالذين جمعهم ليشهدوا معجزته.. تلقى لطمه قوية أسقطت هيبته الكاذبة فيالوحل.. هنالك هاج كالثور المذبوح، ونادى جلاده الذي أقبل ينخس جسد حبيببسنّ سيفه..ثم راح يقطع جسده قطعة قطعة، وبضعة بضعة، وعضواعضوا..والبطل العظيم لا يزيد على همهمة يردد بها نشيد إسلامه:" لااله إلا الله محمد رسول الله".. لو أن حبيبا أنقذحياته يومئذ بشيء من المسايرة الظاهرة لمسيلمة، طاويا على الإيمان صدره، لما نقضإيمانه شيئا، ولا أصاب إسلامه سوء.. ولكن الرجل الذي شهد مع أبيه،وأمه، وخالته، وأخيه بيعة العقبة، والذي حمل منذ تلك اللحظات الحاسمة المباركةمسؤولية بيعته وإيمانه كاملة غير منقوصة، ما كان له أن يوازن لحظة من نهار بينحياته ومبدئه..ومن ثمّ لم يكن أمامه لكي يربح حياته كلها مثل هذه الفرصةالفريدة التي تمثلت فيها قصة إيمانه كلها.. ثبات، وعظمة، وبطولة، وتضحية، واستشهادفي سبيل الهدى والحق يكاد يفوق في حلاوته، وفي روعته كل ظفر وكلانتصار..!! وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلمنبأ استشهاد مبعوثه الكريم، واصطبر لحكم ربه، وهو يرى بنور الله مصير هذا الكذابمسيلمة، ويكاد يرى مصرعه رأي العين.. أما نسيبة بنت كعب أم حبيب فقدضغطت على أسنانها طويلا، ثم أطلقت يمينا مبررا لتثأرن لولدها من مسيلمة ذاته،ولتغوصنّ في لحمه الخبيث برمحها وسيفها.. وكان القدر الذي يرمق آنئذ جزعهاوصبرها وجلدها، يبدي إعجابا كبيرا بها، ويقرر في نفس الوقت أن يقف بجوارها حتى تبرّبيمينها..!! ودارت من الزمان دورة قصيرة.. جاءت على أثرها الموقعةالخالدة، موقعة اليمامة.. وجهّز أبو بكر الصدّيق خليفة رسول الله صلى اللهعليه وسلم جيش الإسلام الذاهب إلى اليمامة حيث أعدّ مسيلمة أضخم جيش..وخرجتنسيبة مع الجيش..وألقت بنفسها في خضمّ المعركة، في يمناها سيف، وفي يسراهارمح، ولسانها لا يكفّ عن الصياح:" أين عدوّ اللهمسيلمة".؟؟ولما قتل مسيلمة، وسقط أتباعه كالعهن المنفوش، وارتفعت راياتالإسلام عزيزة ظافرة.. وقفت نسيبة وقد ملىء جسدها الجليل، القوي بالجراح وطعناتالرمح.. وقفت تستجلي وجه ولدها الحبيب، الشهيد حبيب فوجدته يملأالزمان والمكان..!! أجل..ما صوّبت نسيبة بصرها نحو راية من الراياتالخفاقة المنتصرة الضاحكة إلا رأت عليها وجه ابنها حبيب خفاقا.. منتصرا.. ضاحكا | |
|
احمد زغلول المدير العام
عدد المساهمات : 1734 العمر : 63 الدولة : المغرب عدد النقاط : 7213 علم الدولة : الهواية : المهنة : تاريخ التسجيل : 02/12/2008 الأوسمة :
| |
الحسين شعاب المشرف العام
عدد المساهمات : 309 العمر : 67 الدولة : المغرب عدد النقاط : 6303 علم الدولة : الهواية : المهنة : تاريخ التسجيل : 07/03/2009
| موضوع: رد: حــبيب بن زيد - أسطــورة حـب و فـداء الأحد يناير 31, 2010 3:49 am | |
| | |
|