إحفظ لسانك أيها الإنسان

إحفظ لسانك أيها الإنسان 4pnc256e1be905cd0

حفظ اللسان
إحفظ لسانك أيها الإنسان 4pnc256e1be905om9

اللسان من نعم الله العظيمة، ولطائف صنعه الغريبة ، فهو صغير الحجم عظيم الطاعة والجرم ، له في الخير مجال رحب ، وله في الشر ذيل سحب .

من صمت نجا :

إن اللسان خطر عظيم ، ولا نجاة من خطره إلا بالصمت ، ولقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم الصمت وحث عليه فقال" من صمت نجا ".وقال أيضا " من كان يومن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت "

وعن معا ذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إ نك لن تزال سالما ما سكت، فإذ ا تكلمت كتب لك أو عليك ".

وقال أحد الصحابة: " الصمت عبادة من غير عناء، زينة من غير حلي، هيبة من غير سلطان، به تستغني عن الاعتذار، وبه تستتر عيوبك ".

وقال بعض السلف: الزم الصمت ، فانه يكسبك صفو المحبة ، ويؤمنك سوء المغبة ، ويلبسك ثوب الوقار ، ويكفيك مؤنة الاعتذار.

وقال أخر: اعقل لسانك إلا عن حق توضحه، أو باطل تدحضه، أو حكمة تنشرها، أو نعمة تشكرها .

افات اللسان:

آفات اللسان كثيرة جدا وهي منتشرة – للأسف – بين الناس ومنها:

1 الكلام فيما لا يعنيك: وهده آفة منتشرة بين الناس مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذرنا منها بقوله " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " وقال أكثر الناس ذنوبا أكثرهم كلاما فيما لا يعنيه ".

وسبب هده الآفة حرص المرء على معرفة ما لا حاجة به إليه ، أو المباسطة بالكلام على سبيل التودد، أو إشغال الأوقات بحكايات لا فائدة فيها .

وعلاجها أن يعلم المرء أن الموت بين يديه وأنه مسئول عن كل كلمة وأن يلزم نفسه السكوت عن بعض ما يعنيه حتى يعتاد لسانه ترك ما لا يعنيه.

2 الخوض في الباطل: وهو الكلام في المعاصي وهو حرام وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث بلال بن الحارث "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة و إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة"

3 المراء و الجدال و الخصومة: وهذا كله منهي عنه وقد قال تعالى( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَيَوةِ الدُّنيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِه وَهُوَ أَلَد ُّالخِصَامِ.وَإذا تَولَّى سَعَى فِي الأرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْث َو النَّسْل وَ اللهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَاد)َ

وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الفجور في الخصومة من علامات النفاق فقال: " أربع من كن فيه كان منافقا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها...ومنه إذا خاصم فجر"

فينبغي للمسلم أن يحفظ لسانه عن المراء و الجدال والخصومة لأن ذلك مما يوغر الصدور ويهيج الغضب ويزرع الحقد في النفوس وقد قال صلى الله عليه وسلم: "أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا ..."

4 الفحش والسب واللعن و بذاءة اللسان: وكل هذا مذموم ومنهي عنه قال صلى الله عليه وسلم "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا بالبدي "

5 التقعر في الكلام وتكلف السجع و الفصاحة: وكل ذلك مذموم يكرهه الشرع ويزجر عنه يقول صلى الله عليه وسلم " ...وان أبغضكم إلي و أبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون و المتشدقون و المتفيهقون " قالوا قد علمنا الثرثارون و المتشدقون .فما المتفيهقون قال "المتكبرون"

6 السخرية و الاستهزاء والتنا بز بالألقاب: وهو محرم لقوله تعالى(يأيها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون)

7 الغناء: يعد من أكبر الآفات التي ابتلى بها الناس ، والأدلة على تحريمه كثيرة منها قوله تعالى (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين)

8 الكذب: وهو جماع كل شر وقد جاءت آيات الله محذرة منه والتي تحث على الصدق ، كما قال عنه صلى الله عليه وسلم "عليكم بالصدق ، فان الصدق يهدي إلى البر ، والبر يهدي إلى الجنة ، وان الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا .وإياكم والكذب ، فان الكذب يهدي إلى الفجور وان الفجور يهدي إلى النار ، وان الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا"

9 المزاح: وهو يسقط الهيبة ويخل بالمروءة وقد قيل "من كثر مزاحه زالت هيبته "أما قليله الذي فيه إيناس للجليس وإزالة للوحشة ، فمباح بشرط ألا يقول المازح إلا حقا ولا ينطق إلا صدقا.

10 الغيبة: وهي كما عرفها الرسول صلى الله عليه وسلم" ذكرك أخاك بما يكره".وهي محرمة ودمها الله بقوله( ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه)

وهناك آفات أخرى للسان كالنميمة-شهادة الزور – القذف – اليمين الكاذبة عمدا – الحلف بغير الله – إخلاف الوعد .....

أمور تعين على حفظ اللسان :

التعود بالله من شر اللسان

استحضار ثمرات حفظ اللسان في الدنيا و الآخرة

الصلاة لأنها تنهى عن الفحشاء و المنكر.

الإكثار من الصمت لقوله صلى الله عليه وسلم من صمت نجا.

ما يعين على حفظ اللسان عند الغضب :

أن يجلس الغضبان إن كان قائما فان لم يذهب الغضب فليضطجع لقوله صلى الله عليه وسلم إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فان ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع.

أن يقول الغضبان أعوذ بالله .

من ثمرات حفظ اللسان :

الفوز برضوان الله

أنه قد ضمن الجنة لقوله صلى الله عليه وسلم من يضمن لي ما بين لحييه ومابين رجليه أضمن له الجنة

أنه ناج من عذاب الله تعالى لقوله صلى الله عليه وسلم من صمت نجا

العلاقة الطيبة مع الناس

راحة النفس من المتاعب والهموم والمشاكل

نسأل الله أن يطهر قلوبنا من النفاق وألسنتنا من الآفات وأن يصلح أعمالنا انه سميع قريب مجيب.وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

إحفظ لسانك أيها الإنسان 9585548378wr4

بارك الله فيك على الموضوع..(لسانك حصانك ان صنته صانك)

إحفظ لسانك أيها الإنسان 2458638409_2c007a4fa2_o

فعلا من صان لسانه صانه..كما قال أحد الحكماء:الكلمة إن تكلمت بها ملكتني و إن لم أتكلم بها ملكتها
و جاء في الشعر:إحفظ لسانك أيها الإنسان***ليلدغنك إنه ثعبان

إحفظ لسانك أيها الإنسان 9585548378do9

» كتاب:الغنائم أيها النائم
» فلينظر الإنسان مِمَّ خُلِق