مرة أخرى يتجدد الموعد السنوي مع الامتحانات المهنية لخوض غمارها و معايشة أجوائها ،
محطة هامة و فرصة للترقي و تحسين الوضع الاجتماعي و الاقتصادي والمهني ...
لكن ما نلاحظه مؤخرا هو تزايد أعداد المترشحين المقاطعين و المعارضين،
نتيجة لمجموعة من الأسباب و المبررات ...
فأين يكمن الخلل يا ترى ؟؟
من خلال هذا الموضوع وفي خضم أجواء الاستعدادات لهذه الامتحانات المهنية،
سنحاول تسليط الضوء على هذه القضية التي تعرف تباينا في الآراء بين مؤيد و معارض،
و كذا تبين مدى نجاعتها كوسيلة للترقي و توضيح أهميتهـــا،
وما مدى تجاوب الأساتذة و العاملين بالقطاع ؟
******
هل فقــــدت الامتحانـــــات المهنيــــة مصداقيتهـــــا؟
مجموعة من الآراء تم استيقاؤها عبر منابر صحفية : جرائد و مجلات..،
وأخرى انطلاقا من المتواجديدن معنا بالميدان، حول مصداقية تلك الامتحانات و دورها .
فجاءت أغلب الآراء متفقة على انعدام الثقة لتغييب مبدأ تكافؤ الفرص بين المترشحين،
حيث أصبح الغش سيد الموقف و سلاح العديد من الانتهازيين و المسيئين لصورة الأساتذة،
ظاهرة أصبحت حاضرة و بقوة رغم كل النداءات و النصوص التشريعية الزجريــة.
هذا في وقت تتصاعد فيه لهجة الاستنكار و التنديد بالغش كظاهرة لاأخلاقية مسيئة إلى أسرة التعليم.
فهل هذا يعني تغييب الضمير المهني و تغييب الإحساس بالمسؤولية و أسس النزاهة و الاستقامة؟
أم يرجع إلى عدم الرغبة في بذل أي مجهود قبل و أثناء اجتياز هذه الامتحانات المهنية ؟
مجموعة أخرى من الأساتذة برروا رفضهم لفكرة الامتحانات بابتعاد العمليات المرتبطة بها
عن المصداقية، الشفافية ، الموضوعية و النزاهة لأنها من ناحية لا تخضع للمواصفات المعمول بها
في مجمل مباريات العالم و من ناحية أخرى لا تتعلق بما يملكه الأستاذ من كفاءات وكفايات و قدرات مهنية،
بل بالنقط الإدارية بشكل أساسي، والتي غالبا ما لا تعكس واقع حال الأساتذة.
هذا في حين تؤيد نسبة من الأساتذة هذه الامتحانات كأداة مقبولة في مضمونها لأن المدرس يختبر في مجال عمله،
و نجاحه مرهون بما قدم و ما يملكه من قدرات، رغم انعدام الشفافية في الأجواء العامة للامتحان
و غياب الموضوعية لكن تظل وسيلة مجدية لدفع المعلم الى البحث والدراسة والتكوين الذاتي
مع التحفظ بخصوص طبيعة ما يقدم من مواضيع باعتمادها على الحفظ وعدم وجود تأطير معين
وإطار موحد للاستعداد و كذلك كثرة مسالك البحث.
غياب المصداقية و الشفافية و المعايير المهنية للتقويم وما يصاحبه من تأخير
في إعلان النتائج وشبه انعدامها في بعض الجهات ...
أدى إلى نوع من الإحباط و اليأس و اختيار القطيعة كحل،
هذا ما تؤكده مجموعة من المعطيات و الإحصائيات بخصوص ارتفاع عدد المترشحين المنقطعين
و غير الملتحقين بمراكز الامتحانات سنة بعد أخرى،
رافقها ارتفاع أصوات تطالب بإعادة النظر في هذه الامتحانات و طريقة تنظيمها
و أخرى تدعو إلى إلغائها طالما تعرف العديد من التجاوزات و الخروقات المسيئة لهذا القطاع الحيوي التربوي.
- فلماذا هذا المد والجزر بخصوص هذه الامتحانات التي من المفروض أن تتم في أجواء مسؤولة تربوية و أخلاقية تنظيمية ؟
- لماذا هذا التزايد المرتفع في ظاهرة الغش رغم أننا كمدرسين ندعو إلى محاربتها بين صفوف طلابنا
ورغم صدور مجموعة من القوانين و النصوص التشريعية بخصوصها؟
- وهل من سبيل للتغيير و حل مناسب من أجل تجديد المناخ العام التربوي
و بث روح جديدة محفزة على البذل و العطاء ؟؟
******
تساؤلات عدة تطرح و موضوع نتركـــه مفتوحا أمام أعضائنا و أخوتنا الكرام
لمحاولة رصد مجموعة من الآراء تهم العاملين بالقطاع التعليمي والمتابعين للأحداث .
فمرحبا بكــــم وبآرائكــــــم
مع متمنياتنا لكل مقبل على اجتياز امتحانات هذه الدورة التوفيق لما يحبه تعالى ويرضاه.
منقووووووول