الصور تتكلم
حقيقة .. ما هو موقعنا كإنسان فى هذا الوجود المترامي الأطراف ؟
ما قيمتنا فى هذا الوجود لنتحدى الله تعالى بعصيانه ؟!
وما الذى ينقص من ملكه إذا خرجنا من حد طاعته ؟
;
كم من المناسب - وأنت تـنظر إلى هذه الصورة - أن تعلم
كيف أن البعض على وجه الأرض ، لا يجد ما يلبسه ليقيه الحر والبرد
; فيعمد إلى ما نرميه في سلة المهملات ، ليكون متاعا من أمتعته المهمة
;كهذا الحذاء البسيط ..
"خرجت انشد حذاءا .. فرأيت الناس بلا أرجل "
هذه أخي ابن آدم كانت صورتك ، يا من تعصي الله وتتحداه , أبنعمه تكْفره؟
أولا يلزم أن نشكره ونتعبد له وهو الذي لو شاء لأخرجنا
;إلى الدنيا بغير ما نحن عليه من الجمال والكمال ؟!
ولكن هيهات من الظلوم الجهول !!
ترى أتوجد معامل لهذه الألوان فى طى طبقات الأرض السوداء ؟!..
أو يا تُرى هل توجد معامل للعطور بين طبقات السماد النتنة ؟!..
أو يا ترى هل توجد ريشة خفية داخل الأكمام المغلقة ؟!!!!..
;} ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته {
أين هو بنى آدم من هذه الخيفة ؟
إنه ينظر إلى مظاهر الطبيعة نظرة بلهاء وكأنها مقطوعة الصلة بخالقها !
هذه خلاصة الحياة من النطفة الأرحام
الى الجيفة النتنة في القبور ..
كم تمر سريعة !!
;وكأنها ساعة من نهار كما وصفها القرآن الكريم !
ولكن مع ذلك فإنها في جميع مراحلها مزرعة للآخرة
فلنعمل من المهد إلى اللحد ما ينفعنا للحياة الباقية
بدلا من الإستمتاع الذي تذهب لذته ويبقى وزره وحسابه !!
كرة ملتهبة بين السماء والأرض
;من الذي أخذ بناصيتها لئلا تقترب من الأرض
فتحرق من فيها وما عليها ؟؟
ومن الذي سخرها بين يدي قدرته ، لئلا تبتعد عن الأرض
فتحول ما عليها الي جليد لا حياة فيه ؟!!
ولدتك أمك يا ابن آدم باكيا .. والناس حولك يضحكون سرورا
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا .. في يوم موتك ضاحكا مسرورا
تأمل يا ابن آدم واسأل الله المغفرة
يا عظيم الزلل يا جاحد الآلاء
احذر يوما تشيب لهوله الولدان
واعلم انك على كل صغيرة وكبيرة محاسب
فهل أنت لهذا اليوم ؟
ولو أنا إذا متنا فنينا .. لكان الموت غاية كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا .. ونسأل بعده عن كل شيء