السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بسم الله الرحمن الرحيم ..
سأحكي لكم قصة هي من واقعنا من هذا الواقع الظالم ، الذي يظلم فيه الوالدين ، وبدل رد كل الخير لهما ،
يقابلون الخير بالشر ، وفي أقرب وقت يضعون أهلهم في الكبر في بيت العجزة والمسنين
هذه القصة حقيقية لامراءة في بيت من بيوت العجزة الكثيرة والذي يقع بالقرب من منزلي واحد منها .
انها امراءة عاشت في قطر وأعطاها الله و رزقها أربعة بنات ، وثلاثة أولاد ، وفي أحد الأيام توفي زوجها رحمه
الله ،فعادت الى الأردن ، قام أولادها الثلاث الذين رزقهم الله الأموال والمناصب المهمة في قطر ودول أخرى
بحجز جناح كامل لها في بيت العجزة والمسنين ، مليء بالعطور والهدايا و كل شيء ، وفي كل شهر يبعثون
مبلغ كبير من المال لها ،ولكنها تقول ان كل هذا لايغنيها عن شوقها وتوقها لرؤية أبناءها وأحفادها وضمهم الى
صدرها وما هذه الأمنية الا حق لها .
وفي أحد الأيام جاءها أحد أولادها ، فالأمر لا يعجبه في ان تبقى أمه في بيت المسنين ، ولا يعجبه أيضا ان يأخذها معه
الى بيته . الا يذكر أي شيء من أمور الخير التي قدمتها له !!؟؟ أين ذهب حبهم لها في الصغر ؟؟ أم ان الأيام قد
مسحت كل ذلك ؟؟
فقام ابنها بأخذها معه الى بيت أخوه الثاني , وفي البداية وقبل ان يدخل أمه الى بيته قال من غير ان يخجل من نفسه
وأمام أمه لماذا أحضرتها عندي ؟؟ لماذا لم تأخذها انت ؟؟ صمت الابن , فلم يجد سببا يببرر قراره بعدم أخذها معه ،
فغادر الابن وأخذ أمه معه .
وذهب بأمه لبيت أخوه الأخير فوقفت زوجته على الباب وبدأت تقول – انا شو دخلني تحطها عندنا , ليش
الثاني ما أخذها ؟؟ وليش انت ما تاخذها ؟؟ - وأيدها زوجها بكل كلمة قالتها ، ولم يهتم بمشاعر أمه بل
رفضها ، وخيم السكون على الأم ، ولم تجد ما تقول ، وكل ما وصلوا اليهم ما كانوا ليصلوا اليه من غير أمهم
التي بعد وفاة زوجها فعلت كل ما تستطيع ليتعلموا , وعلى حساب صحتها وعمرها .
أما بالنسبة لبناتها ، لا تعرف عنهن اي شيء فكل واحدة منهن تزوجت و سافرت الى بلاد أخرى ، الا واحدة
من بناتها ما زالت تزورها في كل فترة ، فتحضر لأمها الهدايا وتحضر أبناءها معها لرؤية جدتهم ، التي عندما
تراهم تفرح من كل قلبها ، وقد حاولت ابتها أخذها الى بيتها و لكن زوجها لا يقبل ويستمر في قول - اذا
أخوتك ما أخذوها عندهم ، انا ليش أحطها عندي؟؟ -
وما زالت عيناها الى اليوم تنزفان الدماء بدلا من الدموع ، ودائما ما تنتظر ان يقوم أحد من ابناءها بمكالمتها
هاتفيا ، فهم يكتفون بمرة بالشهر !!
و مازالت الى اليوم ،وبعد مرور السنين في بيت العجزة .
امتنى من الجميع ان يأخذ العبرة من هذه القصة ، وان يجعل عقوقه لوالديه الى بر لهما قبل فوات الاوان و أن
يأخذوا بقوله تعالى : وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا
فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا
كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً [الإسراء:24،23].
صدق الله العظيم .
مــ ن ــق و ــل<<