mouad seraj eddine
عضو نشيط
عدد المساهمات : 17
العمر : 25
عدد النقاط : 5754
علم الدولة : 
الهواية : 
المهنة : 
تاريخ التسجيل : 22/01/2009
الأوسمة : 
 | موضوع: حق التمدرس للأطفال خارج دائرة الاتهام القانوني  الأربعاء مارس 18, 2009 9:03 am | |
| موضوع لا نكل في الكتابة عنه، ولا الغور في غماره حتى تتحرك الضمائر الساكنة.. ظاهرة »ناس الشوارع« وأطفالهم، ذات الأبعاد المتشابكة، فهي اجتماعية ونفسية واقتصادية أيضا..
خاصة الأطفال الذين تحيط بهم ظروفا مجتمعية ومتغيرات تؤدي في مجملها إلى تعرضهم للانحراف والمخاطر.. اقتربنا من الأهالي لمعرفة وضعية أطفالهم الذين تجاوزوا السادسة من العمر ولم يلتحقوا بالمدارس لأسباب قد لا يعرفها غير الآباء. وفي ظل انتشار أعداد الأطفال المتشردين والمتسولين في كل مكان، في الشوارع والساحات العمومية، في محطات الحافلات ومداخل العمارات، ارتأت »أخبار اليوم« أن تتقرب من الأهالي وتستطلع عن قرب أسباب ضياع مستقبل الأبناء الدراسي لشريحة غير ضيقة من المجتمع..مدرسة الشارعالبداية
كانت مع السيد »ن. ميلود«، وهو كهل في العقد الرابع من عمره، كان يعمل
بورشة خياطة بدرارية، اضطر بعدها صاحبها للاستغناء عنه وعن زملائه عند
إفلاس الورشة، بعد المنافسة القوية التي عرفها قطاع النسيج الجزائري،
بدخول »الشناوة« -أي الصينيين- السوق الجزائرية.وجد
»ن. ميلود« مع عائلته في الشارع، بعد أن فقد الأحقية في السكن منذ ما يزيد
عن عامين، سألناه عن أحد أطفاله الذي هو في سن الدراسة فرمقنا بنظرة كلها
حنق وغضب، وقال لنا إن السؤال ليس في محله، لأن الأجدر أن نسأله عن الدار
والعمل.. ثم عن مدرسة طفله.أما
سعدية، وهي امرأة في الثلاثينيات من العمر، فلها طفل ذو 4 سنوات، وجدت
نفسها في الشارع جراء المشاكل مع أفراد عائلة زوجها المتوفى، 3 سنوات هو
عمر حياتها في الشارع مع ابنها، الذي قالت لنا إنها فكرت في أن تدخل طفلها
الحضانة، مضيفة بحزن: »ولكن عندما يخرج الطفل منها آخر النهار، فإلى أين
سآخذه؟ طبعا سأعيده إلى الشارع.. لذلك أصرف النظر عن موضوع تدريس ابني، لا
أريد أن أدخل ابني عالما ثم أخرجه إلى عالم مغاير«.. قالت هذه السيدة ذلك
لأنها خافت على شخصية ابنها من الانفصام، ففضلت أن تتركه معها في الشارع.المعاناة
نفسها تعيشها فريدة وابنها، لا تعرف إلى أين تتجه؟ مرة ذهبت إلى إحدى
مراكز الإيواء، فعوملت معاملة سيئة، تقول إنها تفضل برودة الشارع على
برودة مشاعر القائمين على مراكز الإيواء، وتضيف: »أنا امرأة بدون هوية،
مللت التسكع في الشوارع والطرقات، أبحث عن وطن اسمه »غرفة« تأوني وابني«.وعن تمدرس ابنها تقول: أفضل مدرسة الشارع، من الشارع إلى الشارع.أفادتنا
فريدة بمعلومة فيما يخص أبناء الشوارع، تقول إنهم في بعض الأحيان يأخذهم
أهلهم إلى المساجد ليتكفل بهم أئمة يعلمونهم شيئا من القرآن الكريم، أما
الآخرون من الأطفال فيفضلون احتراف التسول.لا وجود لنص قانوني من أجلهماستشرنا
بعض المحامين بمجلس قضاء الجزائر حول إمكانية وجود مادة في القانون تنص
على إجبارية التمدرس لهذه الفئة تكلف بها هيئات خاصة للمتابعة والتطبيق،
فقال لا توجد مادة خاصة بأطفال الشوارع، فالمواد التي تخص الطفولة تشمل كل
الأطفال بدون استثناء.وأضاف
أحد المحامين أنه لا يمكن التفكير في تمدرس هؤلاء الأطفال ما دام ليس لهم
مقر يستقرون فيه، لأن رعايتهم دراسيا بشكل قانوني تكون بنظام الإقامة
الكاملة، وليس بنظام الخدمة النهارية، لأنها تعد مضيعة للوقت والمجهود
والإمكانيات، قائلا: »فكيف نحميه بإدخاله المدرسة في الصباح ونعرضه
للمخاطر في المساء«؟ وأضاف: »علينا أن نتعامل مع ظاهرة أطفال الشوارع
بفلسفة الدفاع الاجتماعي، التي تقوم على فكرة وجوب تحويل المنحرف إلى
إنسان سوي، متكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه، بحيث يكون عنصرا مثمرا ومنتجا
فيه، ومهمة الدفاع الاجتماعي ليست مقصورة على علاج المنحرف ليكون عضوا
سويا فقط، بل تمتد هذه المهمة إلى وقاية المعرضين للانحراف، والعمل بمختلف
الوسائل والتدابير على انتشالهم من الهوة التي قد يتردون فيها، إن لم يتم
رعايتهم في الوقت المناسب، لذلك فإن أسس مكافحة الانحراف تقوم على التركيز
على الفرد، والعناية بشخصيته والتعرف على أسبابه، ودوافعه للانحراف مع
العمل على علاجه«.وزارة التضامن والهلال الأحمر لا يجيبانذهبنا
لاستطلاع الأمر بوزارة التضامن والهلال الأحمر، فلم نجد المسؤولين
المكلفين بهذه الفئة، لحجج مختلفة ومتكررة: كونهم في مهمات: ندوات..
مؤتمرات.. السؤال يبقى معلقا: من يتكفل بهؤلاء الأطفال؟ من المسؤول عنهم؟
وإلى متى هذا الوضع المخزي لأطفال عراة حفاة الدموع حفرت خدودهم ولم
يسعفوا بعد؟ تنتهك حرمات إنسانيتهم في كل لحظة في الشارع ولم يرحموا.حقوق الإنسان في الإسلام إن
حقوق الإنسان في الإسلام فروض وواجبات لا تسقط بإرادة الفرد تنازلا عنها
ولا بإرادة المجتمع، ممثلا فيها بقيمه من مؤسسات وهي ليست منحة من حاكم
لمحكومين، إنها حقوق شرعها الخالق سبحانه وتعالى وأنها أعز على الله من
بيوته، فحمايتها وكذلك صيانتها والذود عنها طبعا بالتي هي أحسن تقرب لله
فما من حق للعباد إلا ولله فيه حق.. فنجد في الحديث الشري : »والله لحرمة
المؤمن أعظم عند الله من حركة بيته الحرام«. | |
|
احمد زغلول
المدير العام
عدد المساهمات : 1734
العمر : 62
الدولة : المغرب
عدد النقاط : 7164
علم الدولة :
الهواية : 
المهنة : 
تاريخ التسجيل : 02/12/2008
الأوسمة : 
| |
أحدث الصور 
