مهارة بدء الموقف التعليمي (المثير)

مهارة بدء الموقف التعليمي (المثير)

لا يخفى عليكم أن لكل مهنة مهاراتها الفنية التي تمكن صاحبها من ممارستها بنجاح و فاعلية.و للتدريس العديد من المهارات التي يتعين على المعلم التمكن منها حتى يستطيع ممارسة التعليم بنجاح و فاعلية، إذ من المهم معرفة مهارات التدريس الأساسية و التي منها مهارة بدء الموقف التعليمي ( المثير).

ماهو المثير ؟

هو المنبه أو الحافز، و هو كل ما يثير حواسنا الخمسة.التي تعتبر القنوات التي توصل العقل بكل ما هو كائن في البيئة المحيطة، و يمكن استقبال المثير من خلال حاسة أو أكثر.
و بواسطة هذه الحواس ينتبه الفرد إلى هذه المثيرات، و عدم الانتباه لمثير معين يعني عدم وجود ما يثير الشخص لهذا المثير.قد يكون المثير مقالة في جريدة أو فصلا في كتاب أو برنامجا تلفزيونيا أو كلاما عن شيء معين ،أو منظرا طبيعيا ، أو أن يكون صورة ...............

ترى ما الذي يجعل الفرد متلقيا لمثير دون غيره؟

يلعب الانتباه عاملا مهما و أساسيا في هذا المجال ، فهو يعني تركيز الذهن على عدد محدود من المثيرات في فترة زمنيه معينة ، و قد يكون هذا التركيز مقصودا من قبل الفرد أو مفروضا عليه من الخارج ، ويشير أنجل *وسنيلكروف* إلى مجموعتين من العوامل تلعبان دورا مهما في جلب الانتباه :

الأولى: العوامل المتعلقة بالفرد:

تتضمن حالة الفرد النفسية أثناء تلقي المثير أو حدوثه ، و تتضمن هذه المجموعة الحاجات و الاتجاهات و التوقعات و الدوافع و الخبرات السابقة .فالشخص الجائع على سبيل المثال ينتبه إلى المطاعم أكثر من الشخص الشبعان.

الثانية: العوامل المتعلقة بالمثير:

تتضمن الخصائص الأساسية للمثير ( الحجم- اللون- التباين- الحركة التغير- التكرار ) ، و كل ما كثرة الخصائص في المثير زادة من احتمالية انتباه الفرد لهذا المثير .فمثلا الدعاية كل ما أصبحت ألوانها جذابة - حجمها كبير - فيها إضاءة ، زادة من احتمالية جذب انتباه الفرد لها .

علاقة المثير بالابتكار :

الإنسان يولد مزود بنظام عصبي فريد من نوعه ، يتصل من خلال قنوات الاتصال الخمسة (الحواس) بالعالم الخارجي لفهم و إدراك ما يحيط به ، ومن خلال هذا النظام يتفاعل مع البيئة فور ولادته ، و الأشياء التي تنقلها الحواس إلى الجهاز العصبي عبارة عن مثيرات و كلما كثرت و تنوعت المثيرات التي يتلقاها الإنسان من البيئة كلما نما جهازه العصبي و كان أقدر على تكوين علاقات جيدة و كان أكثر حظا في الابتكار .
فالمثيرات ترتبط مع الابتكار ارتباطا وثيقا و زيادة عددها تفيد الابتكار و النقص منها يجعل الابتكار محدود. فالشخص المبتكر يتميز عن غيره بأنه ملاحظ جيد ،و مدقق في الأمر ،و ينتبه إلى ما لا ينتبه إليه الآخرون .

مهارة بدء الموقف التعليمي :

يتوقف نجاح العملية التعليمية على إشراك اكبر عدد ممكن من أدوات التعلم و المعرفة ، فعندما تشترك الحواس و العقل تكون العملية التعليمية فعالة في تنمية قدرات المتعلم و إثارة رغبته في التعليم .
المعلم المتميز يحتاج إلى أن يطلق شرارة أولى قبل بدء الموقف التعليمي ليحرك عقول و حواس و وجدان المتعلم كأن يطرح سؤالا محفزا له علاقة بالدرس يجعل المتعلم يفكر و يحرك عقله و تسمى هذه العملية في الأدب التربوي** التهيئة الحافزة** .

ماذا يقصد بالتهيئة الحافزة ؟

كل ما يقوله المعلم أو يفعله أو يوجه به المتعلم قبل بدء الموقف التعليمي بغرض إعداده عقليا و وجدانيا و جسميا لتلقي الدرس.

ما أهداف عملية التهيئة أو الحافز ؟

1. تركيز انتباه الطالب لموضوع الدرس و إثارة الدافعية .
2. تزويد الطالب بما هو متوقع منهم أن يتعلموه.
3. تحفيز و استرجاع المعلومات السابقة لدى المتعلم .

الأساليب التي يستخدمها المعلم في تهية الحافز :

1. طرح الأسئلة التحفيزية.
2. سرد قصه أو موقف مرتبط بموضوع بالدرس.
3. عرض الأحداث الحالية من خلال الصحف - التلفاز .
4. ممارسة الأنشطة الاستكشافية ( تجارب).
5. عرض مشكلة و طلب الحل .

يحتاج المعلم عند بدء الموقف التعليمي إلى تجاوب المتعلمين حتى يتمكن من الوصول إلى مبتغاه من خلال إثارة المتعلمين فكريا بأحد الطرق التالية:

العصف الذهني :مناقشة جماعية تشجع الأفراد في المجموعة على توليد اكبر قدر من الأفكار و الاقتراحات المبتكرة خلال فتره قصيرة بإشراف المعلم .

عرض الحدث المتناقض :يقوم على عرض ما يسمى الحدث المتناقض عليهم أو لغز أو سؤال يحتارون في الإجابة عليه أو حله أو تفسيره كونه لا ينسجم مع ما لديهم من خبرات و متعارض مع فهمهم و معتقداتهم عن ظواهر العالم لكن في الحقيقة هو لا يعارض معطيات العلوم و يكون صحيحا و يهدف إلى إثارة القلق المعروف لدى المتعلمين .

مهارة تنوع المثير :

هي عدم الثبات على شيء واحد و التنويع بالمثيرات مهارة هامه في إيصال المعلومة في كل لحظه من لحظات الدرس مع الحفاظ على اهتمام المتعلمين في الموضوع عن طريق تنوع المثيرات التالية :
• الإيماءات.
• التحرك في غرفة الفصل .
• استخدام تعبيرات لفظية.
• تنوع الحواس .

الممارسات التي تبعث الملل عند المتعلمين:
1. الصوت الرتيب.
2. الوقوف الثابت.

حكمة تربوية:

المعلم الضعيف يلقن
المعلم المتوسط يفسر
المعلم الجيد يعرض
المعلم المتميز يلهم

أتمنى أن نكون من النوع الأخير الملهم ، الذي يعطي الطالب الفرصة للبحث و الاكتشاف من خلال وضعهم في مواقف تنمي عندهم القدرة على التفكير العلمي و أن ننظر إلى الطلبة على أنهم علماء صغار عليهم اكتشاف الحقائق و إيجاد الحلول و أن نترك لهم المجال المفتوح للتحاور و النقاش.

مهارة بدء الموقف التعليمي (المثير) 2458637353_30602eb42c_o

بارك الله فيك على المرور الطيب.

» مهارة تنظيم الوقت
» إفلاس النظام التعليمي
» التربية السكانية والتربية البيئية وعلاقتهما بالنظام التعليمي