التربية السكانية والتربية البيئية وعلاقتهما بالنظام التعليمي

التربية السكانية والتربية البيئية وعلاقتهما بالنظام التعليمي

بسم الله الرحمن الرحيم ،والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المخلوقين وخاتم الأنبياء والمرسلين.

لاينكر أحد الدور الفعال والجديد الذي أصبح لقضايا السكان والبيئة في جميع أنحاء المعمور ،لانها قضايا أضحت محورية في حياة الشعوب ومثيرة لحساسيات متنوعة ومهددة بأخطار سواء داخل نفس البلد أو فيما بين البلدان ،كما أنها مرتبطة بقطاعات مجتمعية وطنية عديدة. ومن أهم الأسئلة التي تطرح نفسها في هذا المجال .

- ماهو دور التربية السكانية والتربية البيئية في حياة المجتمعات والشعوب ؟

- ماهي علاقة التربية السكانية والتربية البيئية بالأنظمة التعليمية ؟

- ما هي الأغراض من ادخالهما وادماجهما في مناهج التعليم الابتدائي؟

تتناول التربية السكانية بالدراسة والاهتمام والبحث كل الظواهر التي لها علاقة بالسكان ،كالنمو الديمغرافي ،والصحة،والسكان والبيئة ،وتنظيم الأسرة،والتنمية المستديمة لساكنة بلد معين .وهذه قضايا جوهرية في حياة الشعوب، وتتطلب دراسات وبحوثا معمقة وشاملة بارتباط مع قطاعات أخرى متداخلة (التعليم ، الاقتصاد ،التعمير،التخطيط،التجهيز،الصحة....) للتغلب على هذه المعضلات ،والنجاة من السقوط في أزمات بعض البلدان (كالصين)التي حددت النسل في انجاب فرد واحد للأسرة ،أو أخرى التي تعطي مكافآت للأسر التي تنجب أكبر عدد من الأطفال ، أو أزمة الهجرة والتمدين وما تطرحه من مشكلات كالسكن العشوائي والجريمة والعنف والتخلف وتناول المخدرات .

كما تتناول التربية البيئية مساعدة الفئات الا جتماعية والافراد على اكتساب ثقافة وخبرات مختلفة تتصل ببيئتهم واقدارهم على البحث في الحلول لمشاكلها لضمان دوام الموارد الطبيعية وتحقيق الرفاهية للأفراد وضمان الصحة السليمة والوقاية من الأوبئة .

ان الثقافة المتعلقة بقضايا الاسكان والبيئة تدخل في سياق مجتمعي عام يهم كل الفئات والأعمار والأجناس ،والمستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للأسر ،سواء أكان التثقيف والتعليم نظاميا (مدرسة نظامية )،أوغير نظامي (أسرة ،تعليم عن بعد ،أندية وجمعيات ،سائل اعلام ،كتب ومجلات،حاسوب وانترنيت ...).ومن هنا تتجلى أهمية الدور الكبير لهاتين القضيتين في مجال التمدرس وبالظبط في مناهج التعليم سواء الابتدائي أوالثانوي (اعدادي –تأهيلي )،اذ أصبحت المراهنة أكبر على الجيل الجديد من أبنائنا ، ما دام الجيل القديم ما زال يحمل في ذهنه أفكارا ورواسب تقليدية عن الاسكان والبيئة وكذا الحياة بصفة عامة ،تحدث في بعض الأحيان نوعا من الصراعات بينهم وبين الجيل الجديد .فأطفال اليوم يراد منهم حمل المشعل في كل الميادين للوصول بالبلاد الى مراتب متقدمة، معتمدين في ذلك على تفتحهم وانفتاحهم على الحضارات المتقدمة والراقية الأخرى وعلى العلوم الجديدة ،آخدين من هذه الحضارات والعلوم ما ينفع وتاركين ما يضر .

ان أهم مايتوخى من ادخال وادماج التربية السكانية والتربية البيئية في مناهج التعليم الابتدائي هو جعل المتعلم يدرك أهمية الظواهر السكانية المتنوعة في ارتباطها بقضايا التنمية ،ويكتسب قدرات وكفايات تمكنه من تحديد طبيعة القضايا السكانية ،ويستوعب الرابطة بين المتغيرات الديمغرافية والحالة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلاد ،وتعريفه بقضايا بيئته ومشاكلها ،واعداد المتعلم ليصبح فاعلا ديمغرافيا في بلده .

وهذا يتم عن طريق ادخال مفاهيم ومضامين التربيتين السكانية والبيئية في مناهج جميع سنوات التعليم الابتدائي ،وفي كل الوحدات الدراسية رغم ما بينها من فروق (اجتماعيات –تربية اسلامية –طبيعيات –فرنسية-رياضيات-عربية...)اضافة الى اعتماد هاتين التربيتين كمادة مستقلة .

كل هذا يسهم في تحسين جودة التعليم وفي تطوير خصوصيات واستراتيجيات التعلم ،وجعل المتعلم فاعلا مستقبليا في تنمية بلاده ،ومكتسبا للخبرات الحياتية الشخصية والاجتماعية الضرورية ...

والسلام عليكم ورحمة الله .. ابراهيم

التربية السكانية والتربية البيئية وعلاقتهما بالنظام التعليمي 2459580640_73d2daa9df_o

التربية السكانية والتربية البيئية وعلاقتهما بالنظام التعليمي 2459580640_73d2daa9df_o

التربية السكانية والتربية البيئية وعلاقتهما بالنظام التعليمي 2458636379_722ef4d84d_o

جزاك الله خيرا أستاذ *إبراهيم* على الموضوع الرائع.

ننتظر المزيد من إبداعاتك التربوية.

» مفهوم التأخر الدراسي عند علماء النفس والتربية
» وسائل تدعيم وترسيخ مفهوم المواطنة البيئية وتحويلها إلى سلوك
» إفلاس النظام التعليمي
» مهارة بدء الموقف التعليمي (المثير)
» بعض أخطائنا في التربية